بلدان المشرق العربي
منذ الإسلام
موجز تاريخي مقارن
– المنعطف التاريخي السادس
دولة السلاطين البويهيين الإيرانيين، في بغداد.
دولة ايرانية إسلامية شعبية.
السلطان والطبقة الحاكمة والقوات العسكرية، ايرانيون،
يسيطرون، سياسياً وعسكرياً، على بغداد والعراق، وعلى الخلافة العباسية ،
الإسلامية السنية، الخليفة العباسي، في بغداد، رئيس ديني إسلامي سني للدولة
(٩٤٥ – ١٠٥٥)
في الحقبة الثانية من هذا الكتاب. عرضنا تاريخ دولة الخلفاء العباسيين في بغداد منذ قيامها، السنة ٧٥٠، حتى إنفصال وادي النيل عنها، السنة ٨٧٢. وفي هذه الحقبة الرابعة، اوقفنا متابعتنا هذا العرض التاريخي عن الدولة العباسية عند السنة ٨٧٢، وتابعنا عن مصر المستقلة، منذ ٨٧٢، وعن البلدان التي ضمتها إليها بعد استقلالها، أي فلسطين وسورية ولبنان، وذلك في ظل حكم الأتراك الطولونيين (٨٧٢ – ٩٠٥) ثم الأتراك الأخشيديين (٩٣٥ – ٩٦٩)، المسلمين السنيين.
وفي الحقبة الخامسة تابعنا عرضنا التاريخي لمصر وللبلدان التي ضمتها إليها (فلسطين ولبنان وسورية)، في عهد الخلفاء الفاطميين، المسلمين الشيعيين (٩٦٩ – ١١٧١)، الذين انهوا حكم الأخشيديين في مصر وحلوا محلهم.
الآن نعود، في هذه الحقبة السادسة، إلى مواصلة عرضنا التاريخي لدولة الخلفاء العباسيين في بغداد، إبتداءً من إنفصال مصر وسورية ولبنان وفلسطين عن هذه الدولة، السنة ٨٧٢.
١. دولة الخلفاء العباسيين في بغداد
منذ إستقلال مصر عنها السنة ٨٧٢،
حتى قيام الحكم البويهي الإيراني
في بغداد السنة ٩٤٥
منذ السنة ٨٧٢، تاريخ إنفصال مصر عن بغداد، حتى زوال دولة الخلفاء العباسيين في بغداد، السنة ١٢٥٨، إقتصر التاريخ السياسي والعسكري للدولة العباسية، جغرافياً على بغداد والعراق. لأن البلدان الآسيوية والأفريقية، التي كانت سابقاً تابعة للدولة العباسية، قد انفصلت سياسياً عنها قبل إنفصال مصر، كما ذكرنا ذلك في الحقبة الرابعة من هذا المؤلف.
إن المشاكل الإجتماعية، الموروثة من عهد الخلفاء الأمويين في دمشق، ازدادت سوءًا وخطورةً وتأزماً، في عهد العباسيين، مولدةً منافسات إقتصادية وإجتماعية، تحت ستار الخلافات الدينية. وأهم هذه الحركات، كما ذكرنا سابقاً، هي: أولاً، ثورة العبيد السود، المعروفين باسم “الزنج”، في مقالع الملح جنوبي العراق (٨٦٩ – ٨٨٣). وقد اعتنقوا عقيدة الخوارج الدينية والسياسية، التي تقول بالمساواة. وثانياً حركة الإسماعيليين، وهم فرع من الشيعة، تمثل المظلومين، وكانت تسيطر، في أوائل القرن العاشر، على العمال والصناع في المدن. وثمة فرع من الإسماعيلية هو “القرامطة”، الطائفة الدينية والسياسية المؤلفة من عمال وفلاحين، بزعامة حمدان قرمط، الفلاح العراقي، الذي جعل قاعدته قرب الكوفة، حوالى السنة ٨٩٠. أما اتباعه فإنهم يقولون بالمساواة في المجتمع. وقد قاموا بغارات خاطفة وغزوات دورية على منطقة البصرة، حتى أبواب بغداد.
وفي اواخر القرن التاسع، أصبح القرامطة مصدر ذعر ورعب وإرهاب في الشرق الإسلامي. ففي السن ٨٩٤، أسس زيد بن بهرام، رسول زعيم طائفة القرامطة، في منطقة البحرين، في الخليج العربي الفارسي، دولة مستقلة. “فهو وخلفاءه سيطروا كوكلاء عن الإمام المخفي. وخليفة إبن زيد (٩١٤ – ٩٣٤)، عالم العراق بغاراته المتكررة، التي شلت حركة الحجاج، وفي السنة ٩٣٠، إستولى على مكة وانتزع الحجر الأسود من الكعبة ونقله إلى عاصمته الأحظى، حيث بقية ثلاثين سنة”.
وفي القرن العاشر، ازدادت حالة الفوضى ونقصت الواردات في الدولة العباسية. فإزاء هذا الوضع إستدعى الخليفة “أحمد الراضي بالله” (٩٣٤ – ٩٤٠) محمد بن رايق، حاكم البصرة، لنجدته في بغداد، ومنحه لقب “أمير الأمراء”. وعليه فإن حامل هذا اللقب هو رسمياً القائد الأعلى للجيش والرئيس الأعلى لإدارات الدولة. ولدى وصوله إلى بغداد، أصبح إبن رايق العاهل الحقيقي. أما الخليفة فأصبح ظلاً.
وفي السنة ٩٣٨، حل رئيس الحرس التركي “بجكن” محل إبن رايق كأمير الأمراء، وأصبح السيد المطلق في الدولة.
لقد عرضنا، في الحقبة التالثة، ان الجيش العباسي لم يكن يعتمد، كالجيش العربي الأموي، على التنظيم القبلي، لأن العباسيين، كما ذكرنا، وصلوا إلى الحكم اثر ثروة ضد العرب، قام بها الإيرانيين فكان جيشهم، في البداية، من المأجورين الإيرانيين وبعض الأتراك وغيرهم من الآسيويين.
وفي هذا المجال، مر تأليف القوات العسكرية في الدولة العباسية بمراحل عدة. ففي مرحلة أولى، وفي عهد الوزراء الإيرانيين البرامكة (٧٥٠ – ٨٠٣)، الذين كانوا الحاكمين بأمرهم في الدولة العباسية والذين قضى عليهم هارون الرشيد. كانت القوات العسكرية مؤلفة من عناصر مأجورة، من ايرانيين وبعض الأتراك. وبعد سقوط البرامكة (٨٠٣)، لجأ الخلفاء منذ المأمون (٨١٣ – ٨٣٣)، كما عرضنا، إلى المأجورين الأتراك وبعض البربر الأفريقيين. وذلك حتى السنة ٩٤٥، عندما أصبح اليويهيون الإيرانيون أسياداً للدولة العباسية، سياسياً وعسكرياً (٩٤٥ – ١٠٥٥)
وباختصار، فإن الدولة العباسية، منذ قيامها السنة ٧٥٠، حتى سيطرة البويهيين الإيرانيين على غزتها السنة ٩٤٥، كان اسيادها، أي الخلفاء العباسيون، من أصل عربي كانت لغتها الرسمية والأدبية والعلمية العربية. أما أفراد الطبقة الحاكمة فيها وأفراد حرس الخليفة والقوات العسكرية، فكانوا مسلمين سنيين ومعظمهم من أصل غير عربي: فارسي وتركي وأفريقي.
٢. قيام الحكم البويهي الإيراني
في بغداد (٩٤٥)
السلطان البويهي، المسلم الشيعي
السيد الوحيد سياسياً وعسكرياً في الدولة
والخليفة العباسي
رئيس ديني سني للدولة (٩٤٥ – ١٠٥٥)
وفي السنة ٩٤٥، عمد الخليفة العباسي “عبد الله المستكفي بالله” (٩٤٤ – ٩٤٦)، إلى التخلص من الوصاية الخانقة التي فرضها عليه رئيس حراسة التركي، الذي إتخذ لنفسه لقب “أمير الأمراء”، بأن إستدعى لنجدته أحمد بن بويه، إبن الزعيم الإيراني “بويه”، المسلم الشيعي، سيد المناطق الإيرانية الغربية منذ ٩٣٥، الذي دخل بغداد (٩٤٥). فمنحه الخليفة، مع لقب “معز الدولة”، رتبة “أمير الأمراء”. واتخذ هو لنفسه لقب “سلطان”. فاستأثر بالحكم المطلق له ولورثته من بعده، وأسس في بغداد الدولة البويهية (٩٤٥ – ١٠٥٥)، دولة ايرانية إسلامية شيعية.
إن السنة ٩٤٥، هي منعطف وتحول كبير في تاريخ الدولة العباسية في بغداد.
عرضنا، في الحقبة الثالثة، أن إنتصار العباسيين ومؤيديهم الإيرانيين على الأمويين العرب، السنة ٧٥٠، دشن هيمنة الإيرانيين على الخلافة والدولة العباسية الإسلامية، بطريقة غير مباشرة: أسرة البرامكة، ثم بعض رؤساء المرتزقة في الحرس الخليفي.
أما السنة ٩٤٥، فإنها تمثل، بوصول البويهيين الإيرانيين إلى الحكم في بغداد. إنتقال الحكم الحقيقي، سياسياً وعسكرياً، من الخليفة العباسي السني إلى السلطان البويهيي الشيعي. فغدا الخليفة العباسي ظلاً والخلافة إسماً فقط. وظلت هذه السيادة الإيرانية في بغداد حتى مجيء الأتراك السلجوقيون، المسلمين السنيين، وحلولهم في الحكم، في بغداد، محل البويهيين الإيرانيين، المسلمين الشيعيين، السنة ١٠٥٥.
فمنذ ٩٤٥، إنقطع تاريخ الخلافة العباسية في بغداد، وهو الذي إمتد حتى السنة ١٢٥٨، “ولم يعد ينتسب إلى تاريخ العرب. وكان البويهيون من الشيعة، فانتصرت إيران من جديد”.
“وكان حكم البويهيين مفيداً للدولة… ودخولهم إلى بغداد يكون مرحلة جديدة في إنحطاط الأسرة العباسية. فالخليفة لم يعد يحكم. والسيد الوحيد في الدولة هو السلطان البويهي. وبفضله، لا تزال الخلافة تبدو بمظهر دولة كبيرة متحضرة، فيحق له أن يبعث اللقب الفارسي “شاهنشاء” (ملك الملوك) ويمنحه لنفسه (١٠٧٣). وبصفته شيعياً، فقد أعاد ببهاء بناء كربلاء والنجف وبصفته الرأس الفعلي للدولة السنية، فهو يهتم أن تدفع بصورة منظمة أجور رجال الدين، ويسمح لوزيره نصر، وهو مسيحي، أن يعيد بناء كنائس وأديرة. وكان يرحب بالفلسفة. إلى أن ذلك لم يمنع حصول إضطرابات دينية وخصومات بين سنيين وشيعيين في بغداد، حيث كان بمقدور رجال الدين إثارة غوغاء الناس”.
لقد استغرب الناس الحالة المتناقضة الناجمة عن وجود دولة تيوقراطية، الدولة العباسية البويهية في بغداد، يمارس فيها السلطات السياسية والدينية عاهلان مختلفان، ينتمي كل منهما لجنس بشري ولمعتقد ديني مختلفين: السلطان الشيعي الإيراني والخليفة السني العربي.
وفي الحقيقة، يجب أن لا ننسى أن الخليفة العباسي، الذي ينعم، بصفته من ذرية العباس، عم النبي (ص)، بمكانة دينية عظيمة، في كل الشرق الإسلامي، هو ممثل العقيدة الإسلامية السنية، التي تمارسها الأكثرية الكبرى من مسلمي القسم العربي في الدولة (سورية، ومصر). وأن لكل فئة إسلامية شيعية في المناطق الشرقية (إيران والعراق)، أمامها الخاص، وعلى رأسها العاهل البويهي، الرئيس الفعلي للسلطة العليا في الدولة.
أما العاهل البويهي، الذي ينعم بهالة لقب السلطان وبكامل السلطات السياسية والعسكرية في الدولة، فإن الحكم في أسرته كان إرثياً. وكما كانت الحال في الماضي البعيد، قبل الفتح العربي وانتشار الإسلام، وفي عهد الفرس الاخمينيين والبرط الأرزاسيين والفرس الساسانيين (من ٥٥٠ قبل الميلاد إلى ٦٥١٤ بعض الميلاد)، فإن إحدى العواصم الكبيرة لهذه الدولة الإيرانية القديمة كان مركزها في بلاد ما بين النهرين، وفي مدينة كتازيفون، على نهر دجلة، كما ذكرنا آنفاً. وكذلك في عهد خلفائهم البعيدين، البويهيين الإيرانيين، فقد جعلوا عاصمتهم بغداد، بالقرب من خرائب كتازيفون، العاصمة الإيرانية الفارسية القديمة.
٣. الشيع والطوائف الدينية والمذهبية،
اطارات للقوميات المحلية أو الإقليمية.
كانت القبائل العربية، قبل الإسلام، تتميز عن بعضها البعض، بعتبار أن كل قبل يتحضر افرادها من جد واحد، أي بعامل العصبية والقرابة العرقية ورابطة الدم، بصرف النظر عن العامل الجغرافي أو الإقليمي.
وفي البلدان الحضرية، كان أس القومية، أي العامل الذي يجمع أفراد المجتمعات البشرية، يرتكز أساساً وغالباً على فكرة الوطن الإقليمي والوحدة الجغرافية.
وبعد الإسلام، كما رأينا، أصبح الدين الإسلامي العامل الوحيد الذي يجمع المسلمين في أمة واحدة: الأمة الإسلامية، باستبعاد عامل القرابة العرقية ورابطة الدم وعامل الوحدة الجغرافية أو الإقليمية. ومع الزمن، تقمصت فكرة الوحدة الجغرافية والوطن الإقليمي والقرابة العرقية، بعناصر دينية منبثقة من الدين الأصلي. فكان نشوء الشيع أو الطوائف الدينية والمذهبية، التي تؤلف إطاراً للقوميات المحلية أو الإقليمية لشعوب الشرق الإسلامي وبلداته: كالشيعة والخوارج والعلويين والفاطميين والإسماعيليين والدروز والقرامطة وغيرهم. وكان قد حصل مثل ذلك، قبل الإسلام، في الشرق المسيحي، حيث تمثلت القوميات المحلية بشيع أو طوائف دينية ومذهبية مختلفة، كالكاثوليك والاورثوذكس واليعاقبة والنساطرة والموارنة والأرمن وغيرهم.
٤. الثابتة التاريخية العراقية – المصرية:
المنافسة التقليدية بين أسياد العراق
وأسياد مصر
من أجل السيطرة على بلدان
الممر السوري – الفلسطيني
تبعاً للثابتة التاريخية العراقية – المصرية، التي شاهدنا تكرارها في الحقب السابقة، بدأ يظهر من جديد، منذ أواسط القرن العاشر، كما في القرون الماضية، وكما سيظهر في الأزمنة المقبلة، في منطقة الشرق العربي والإسلامي، دولتان اقليميتان كبيرتان، خليفتان للدول التي سبقتهما، منذ فجر التاريخ، في بلدي الفرات والنيل. وهاتان الدولتان، منذ أوساط القرن العاشر، وهما: دولة البويهيين الارانيين، في العراق (٩٤٥ – ١٠٥٥)، ثم خليفتها دولة الأتراك السلجوقيين (١٠٥٥)، من جهة، ودولة الأتراك الأخشيديين (٩٣٧ – ٩٦٩)، وخليفتها دولة الخلفاء الفاطميين (٩٦٩ – ١١٧١)، في وادي النيل، من جهة أخرى.
وفي الممر الجغرافي الذي يوصل بينهما، أي في بلدان سورية وفلسطين ولبنان، نشاهد كما في المدي، العديد من الدويلات ذوات الحكم الذاتي، التي هي، مع اعترافها بالسلطة الدينية للخلفاء العباسيين، تتمتع، من الوجهة السياسية، بنوع من الحكم الذاتي أو الإستقلال الداخلي، مع التحاقها كتابع لأحد الجبارين في مصر أو العراق. هذه هي سنة الجغرفيا والتاريخ في هذه المنطقة.
وهكذا، فإن وجه الشرق القديم، الجغرافي – السياسي، الوثني ثم المسيحي، قد ظهر من جديد، في شرق العربي – الإسلامي. في أوساط القرن العاشر. فكما كانت مصر، في العهود القديمة المتتالية: مصر الفراعنة والبطالسة والرومان والبيزنطيين، تنافس بلد ما بين النهرين، في عهود اسيادها المتعاقبين: الآشوريين والكلدانيين والفرس الأخمينيين والإغريق السلوقيين والبرط الأرزاسيين والفرس الساسانيين ، للإستيلاء على الممر السوري الفلسطيني، كذلك، بين مصر الإسلامية، في عهود الأتراك الطولونيين والاخشيديين، وخلفائهم الفاطميين، ثم الأكراد الأيوبيين وخلفائهم الأتراك السلجوقيين، من جهة أخرى استمرت النزاعات والصراعات، في القرون التالية، وحتى في الزمن المعاصر، من أجل السيطرة على بلدان الممر السوري الفلسطيني.
وفي السنة ١٠٥٥، حل في بغداد، محل السلاطين البويهيين الإيرانيين، المسلمين الشيعيين، السلاطين السلجوقيون الأتراك، المسلمون السنيون. فانتهت بذلك الحقبة السادسة من هذا الكتاب، لتبدأ مع سيطرة السلجوقيين الأتراك، التي تمثل تحولاً جديداً في تاريخ الشرق الأدنى، الحقبة السابعة التي تلي.
٥. الإيرانيون ودولة الخلفاء العباسيين
حتى سقوط
الدولة البويهية (٧٥٠ – ١٠١٥٥)
إن سيطرة الفرس أو الإيرانيين على دولة الخلفاء العباسيين، التي بدأت على اثر سقوط الخلفاء الأمويين وانتصار الخلفاء العباسيين، بمساعدة الارنيين العسكرية، كانت سيطرة غير مباشرة، في القرنين الأولين لقيام الخلافة العباسية في بغداد (٧٥٠ – ٩٤٥). فبدأت هذه السيطرة شبه مباشرة مع أسرة الوزراء البرامكة (٧٥٠ – ٨٠٣). وبعد سقوط البرامكة، استمر النفوذ الإيراني في بغداد، إستمراراً غير مباشر ومتقطع، حتى السنة ٩٤٥، إذ أصبحت السيطرة سياسية وعسكرية، بصورة مباشرة وشبه رسمية، في ظل السلاطين البويهيين الإيرانيين، حتى مجيء، الأتراك السلجوقيين (١٠٥٥)، وسيطرتهم المباشرة، العسكرية والسياسية، على بغداد، عاصمة الخلفاء العباسيين.