ابرز ميزات الشخصية اللبنانية

حديث خاص للاستاذ جواد بولس يتناول فيه هذين الموضوعين بواقعية و وضوح

و مقومات الامة و القومية وفقا للعلم الصحيح

البحاثة في التاريخ والفلسفة الاستاذ جواد بولس من رجالات لبنان القلائل الذين رفعوا لبلد الارز قباب مجد في عالم العلم و الحضارة. وجه مندوبنا الخاص الى الاستاذ بولس اسئلة تتناول موضوع تكوين الشخصية اللبنانية وقضية القومية والامة.

و قد اجاب على الاسئلة بمنطق و وضوح اذ قال :

تعلمون اني قمت بأبحاث عن لبنان و الشرق العربي متناولا مراحل خمسة آلاف سنة من الزمن، وبناء على ذلك اقول: ان ما يميز الشخصية الجماعية او الفردية عن شخصية اخرى، هي الاطباع والنفسية والذهنية الروحية.

وهذه العوامل هي وليدة المحيط الجغرافي والاقتصادي كما يثبت ذلك سر التاريخ منذ ألوف السنين.

أما الشخصية اللبنانية – كما هي الحال في الشخصية المصرية او السورية او العراقية او غيرها – هي وليدة المحيط الجغرافي والاقتصادي الذي يطبعها على مر الاجيال بطابع خاص.

كما ان التاريخ يثبت لنا ان الشخصية المصرية كانت مثلا منذ فجر التاريخ وليدة العوامل الزراعية، بفضل وجود النيل في وسط الصحراء ان الشخصية اللبنانية كانت ولم تزل تتميز منذ خمسة آلاف سنة، بالنشاط التجاري والزراعي وحب خوض البحار والثقافة التي تشكل عاملا في تكوين الشخصية اللبنانية منذ عهد الفينيقيين.

إننا ننقل الثقافات عن الدول الاخرى ونطبعها بالطابع اللبناني ثم نصدرها الى العالم بوجه جديد.

ثم حدثنا الاستاذ جواد بولس عن القومية و الأمة فقال :

ان القومية ترتكز على العنصر الجنسي بينما الأمة تشمل الوطن والشعب على أرض ذات حدود معينة.

ففي الشرق العربي ليس هناك من قومية بمعناها الحقيقي، لان ليس من بلد من البلدان العربية يعيش فيه شعب من سلالة واحدة. ولا يمكن ان نعتمد على عنصر آخر لاطلاق تسمية القومية اللبنانية أو المصرية أو السورية أو غيرها. اذ ليس اي عنصر متوفر للاعتماد عليه في تكوين القومية. فالدين متنوع، والتاريخ مختلف واللغة ليست واحدة، واذا ما اخذنا لبنان مثلا نرى :

أن الشعب لا يتحدر من جد واحد ودم واحد ، كما أن في لبنان عشرات الطوائف المسيحية والاسلامية اضف اليها الاديان الاخرى. وبالنسبة للغة ايضا، عندنا أرمن وفلسطينيون وسوريون واوروبيون وغيرهم من شعوب الأرض، يحملون الجنسية اللبنانية. وبما أننا لا ننحدر من سلالة واحدة فتاريخ الأرمن اللبنانيين مثلا يختلف عن تاريخ اللبنانيين المتحدرين من بني غسان ، وما نقوله عن لبنان يطبق على الدول العربية الأخرى.

أما الأمة فتفرض وطنا ذا حدود معينة ، وتشمل جميع الذين يعيشون في نطاق هذا الوطن ويحملون جنسيته بصرف النظر عن السلالة التي يتحدرون منها والدين الذي يعتنقونه واللغة التي يتكلمونها والتاريخ الذي عاشوا فيه.

يقال الأمة اللبنانية والأمة المصرية والأمة الأردنية والأمة العراقية الخ … وهنا تجدر الاشارة إلى أن الأرض عامل أساسي في تكوين الأمة. ويجب الأخذ بعين الاعتبار الأحياء على الأرض والموتى المدفونين في باطن الأرض لانهم أكثر ويشكلون جزءا هاما من الأمة.

يخطىء اذن من يعتقد بالقومية اللبنانية. وكل من ينكر على لبنان وجود أمة فيه هو على ضلال.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *