نداء إلى اللبنانيين من حنين وبولس ومالك والبستاني

وجه السادة ادوار حنين، جواد بولس، شارل مالك، فؤاد افرام البستاني، نداء إلى الشعب اللبناني يناشدونه حث الهمم وإثارة العزائم للدفاع عن لبنان.
أيها اللبنانيون، أيها الذين تريدون أن تكونوا في الساحة ولا تجدون سبيلاً.
أيها الذين منعتكم موانع من التعبير الصارخ عن ارادتكم.
أيها الذين ظننتم إلى حين، أن البلاد في غنى عن مجهوداتكم، والذين عدتم فرأيتم أن الوطن بحاجة اليكم ولا ترون من أي باب تدخلون.
أيها الذين تتحرقون حماسةً للعمل الحاسم.
أيها العامل والطبيب والشيخ والراهب والمقاتل والفلاح والكاتب الذين في يدكم شرارات من طاقات لبنان، وفي صدركم قبس من روحه.
أيها الذين تجدون قدرة في نفوسكم على القيام بمجهود، أي مجهود، والذين تريدون متنفسا لكم وقد ضاقت صدوركم من طول إنتظار.
أيها المغتربون، اللذين تتضورون على نار في مواطن اغترابكم.

أيها الأمهات اللواتي فقدتن اعزاء وتصرون على أن يقوم بديل في معركة المصير عمن غاب.
وأيها المواطنون والمواطنات مقيمين ومغتربين، حيثما أنتم الآن في بيوتكم في متاجركم، في حقولكم، أو المعابد والساحات.
انكم مدعوون..
باسم لبنان

باسم تاريخه المليء بالبطولات والأمجاد.
باسم ستة آلاف سنة تتطلع اليوم اليكم.
باسم ثواره وشهدائه.
باسم محاربيه في جبهة الحق، في الحربين العالميتين الأخيرتين.
باسم ذاك الذي من محاربيه مات في معركة “فردان” عند صخرة كتب عليها بدمه: “أموت هنا، من أجل أن يحيا لبنان”.
باسم كل هذا وكل هؤلاء،
انكم مدعوون للإلتحاق بصفوفكم، فلكل واحد صف، سواء أكان لصف الآن إسم، أم لم يأت إسمه بعد، وإن هذا التجمع اللبناني الذي يناديكم هو صف من ليس له صف، وصف الذين منكم يتوقون إلى الجديد.
أولستم أنتم قلب الأمة النابض أو تعيش الأمة بعيدة عن قلبها؟! أفيجوز أن يخوض لبنان معركة مصيره وأنتم عنها غائبون، وأن يواجه طلائع غده وأنتم عنه لاهون.
ثم، أفليس حراماً، بل من الظلم أن يموت من أجلنا أحباء لنظل نستمتع نحن بحياة اللهو والبله، ومن الفتور…

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *